كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)
توفيت والدة الامير علي بن تميم صاحب المهدية (1)، وكان قد وافق موتها
إخبار بعض المنجمين بذلك قبل وقوعه، فعمل امية قصيدة يرثيها بها، وهي
من مستحسن شعره (2)، فقال فيها:
وراعك قول للمنجم موهم ومن يعتمد (3) زرق المنجم يوهم
فواعجئا يهذي المنجم دهره ويكذب إلا فيك قول المنجم
وكان المذكور رأشا في الصناعة، وقد اعترف بان المنجم كذاب
صاحب زرقي وهذيان.
ثم حدثت طائفة أخرى با لمغرب، منهم: أبو إسحاق الزرقال (4)،
وأصحابه، وهو بعد أبي الصلت بنحو من مئة عام (5)، وقد خالف الاوائل
والاواخر في الصناعتين: الرصدية والاحكامية، فأسقط من الرصد
الممتحن الماموني في البروج درجات، ومن الرصد ا لحاكمي دقائق،
وسلك في الاحكام طرفا غير الطرق المعهودة عند القوم، وزعم أن عليها
وتصديقهم لاحكامها. وهي منشورة ضمن " نوادر المخطوطات) " (1/ 17 - 62).
(1) مدينة ساحلية، جنوب تونس العاصمة، انتقل إليها المعز بن باديس (جد علي بن
تميم) سنة 9 4 4.
(2) انتخب منها العماد الكاتب في "الخريدة " (1/ 371 - قسم المغرب) أبياتا، ليس منها
هذان. وذكر العماد ان القصيدة في رثاء والدة أمية، وهو كما قال.
(3) مهملة في (د، ق، ت). (ص): " يعتعي ".
(4) كذا في الاصول. وفي "تكملة الصلة " (169 - طبعة ا لجزائر)، و" تاريخ الإسلام "
(0 1/ 735): "ابن الزرقالة ". وفي "طبقات الامم " (75)، و"اخبار لحكماء" (76):
" ولد الزرقيال ". وبعضهم ينسبه: " الزرقا لي ".
(5) كذا في الاصول. ووفاته عند مترجميه سنة 93 4، أي قبل وفاة أ بي الصلت.
1236