كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

المعول، وأن طرق من تقدمه ليست بشيء.
ولو حدث في هذا العصر من يشبه من تقدمه لرأينا اختلافا آخر، ولكن
هذه الصناعة قد ماتت، ولم يبق بأيدي المنتسبين إليها إلا تقليد هؤلاء
الضلأل فيما فهموه من كلامهم الباطل، وما لم يفهموه منه فقد يطنون أنه
صحيح ولكن أفهامهم نبت عنه!
وهذا شأن جميع أهل الصلال مع رؤسائهم ومتبوعيهم.
فجهال النصارى إذا ناظرهم ا لموحد في تثليثهم وتناقضه وتكاذبه، قالوا:
ا لجواب على القسيس، والقسيس يقول: ا لجواب على ا لمطران، وا لمطران
يحيل ا لجواب على البترك، والبترك على الاسقف، والاسقف على الباب (1)،
والباب على الثلاث مئة والثمانية عشر أصحاب المجمع الذين جتمعوا في
عهد قسطنطين ووضعوا للنصارى هذا التثليث والشرك المناقض للعقول
والاديان، ولعلهم عند الله أحسن حالا من اكثر القائلين باحكام النجوم،
الكافرين برب العالمين وملائكته وكتبه ورسله و ليوم الاخر.
فصل
ورأيت لبعض فصلائهم، وهو بو القاسم عيسى بن علي بن عيسى (2)
رسالة بليغة في الرد عليهم، وإبداء تناقضهم، كتبها لما بصره الله رشده،
(1) كذا ذكر ا لمصنف هذه ا لمراتب. و في "المعجم الوسيط " (1 6، 436، ه 87) ا ن
الاسقف فوق القسيس ودون المطران، وان البطرك رئيس الاساقفة.
(2) العالم ا لجليل المسند، كان اوحد زمانه في المنطق، حجة في النقل والترجمة (ت:
391) 0 انظر: "الفهرست " (186)، و"الامتاع والمؤ نسة) (1/ 36)، و"المقابسات"
(348)، و"تاريخ بغداد" (1 1/ 179)، و" السير" (16/ 9 4 5).
1237

الصفحة 1237