كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

وأراه بطلان ما عليه هؤلاء الصلال الجهال، كتبها نصيحة لبعض إخوانه،
فأحببت أن أوردها بلفظها، وإن تضمنت بعض الطول والتكرار (1)، و تعقب
بعض كلامه بتقرير ما يحتاج إلى تقرير، وبسؤال يورد عليه ويطعن به على
كلامه، ثم با لجواب عنه؛ ليكون قوة للمسترشد، وبيانا للمتحير، وتبصرة
للمهتدي، ونصيحة لاخواني المسلمين (2).
وهذا اولها:
" بسم الله الرحمن الرحيم
عصمك الله من قبول المحالات، واعتقاد ما لم تقم عليه الدلالات،
وضاعف لك الحسنات، وكفاك ا لمهمات بمنه ور حمته (3).
كنت - أدام الله توفيقك وتسديدك - ذكرت لي اهتمامك بما قد لهج به
وجوه أهل زماننا من النظر في أحكام النجوم، وتصديق كل ما يأتي به من
ادعى أنه عارفث بها من علم الغيب الذي تفرد الله سبحانه وتعالى به، ولم
يجعله لأحد من الأنبياء وا لموسلين، ولا ملائكته ا لمقربين، ولا عباده
الصا لحين، من معرفة طويل الأعمار وقصيرها، و حميد العواقب وذميمها،
(1) وقد احسن المصنف بذلك، فإن في إدراج مثل هذه المصنفات اللطاف في مثاني
الكتب حفظا لها، فمثلها يخشى عليه الضياع إذا تمادى الزمان، لا سيما ما يغيظ اهل
لباطل، فإنهم يبادرون إلى إعمال ا لحيلة في إعدامه، كما يقول السبكي في " طبقات
الشاقعية " (3/ 399).
(2) اخترت تحبير نص الرسالة، ليتميز عن تعليقات المصنف، وليسهل تتبعه لمن رام
قراءته على الوجه.
(3) (ت): "بمنه وكرمه ".
1238

الصفحة 1238