كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الاسنى وا لحظ الاوفى إلا بالعلم الموروث عن عبده ورسوله وخليله
وحبيبه، الذي بعثه لذلك داعيا، و قامه على هذا الطريق هاديا، وجعله واسطة
بينه وبين الانام، وداعيا لهم بإذنه إلى دار السلام، وابى سبحانه ان يفتح
لاحد منهم إلا على يديه، أو يقبل من احد منهم سعيا إلا ان يكون مبتدئا منه
ومنتهيا إليه، فالطرق كلها إلا طريقه ع! ي! مسدودة، والقلوب با سرها إلا
قلوب اتباعه المنقادة إليه عن الله محبوسة مصدودة.
فحق على من كان في سعادة نفسه ساعيا، وكان قلبه حيا عن الله واعيا،
ان يجعل على هذين الأصلين مدار قواله و عماله، وأن يصيرهما آخيته (1)
التي إليها مفزعه في حببار4 و! ال
فلا جرم كان وضع هذا الكتاب مؤسسا على هاتين القاعدتين،
ومقصوده التعريف بشرف هذين الاصلين، وسميته: "مفتاح دار لسعادة
وممسور وا*ية العلم (3) والار دة "؛ اذ كان هذا من لعض النزل (4)
0 مأ (2) ر ء
والتحف التي فتح الله بها علي حين نقطاعي إليه عند بيته، والقائي نفسي
ببابه مسكينا ذليلا، وتعرضي لنفحاته في بيته وحوله بكرة و صيلا، فما خاب
من آنزل به حوائجه، وعلق به آماله، و صبح ببابه مقيما وبحماه نزيلا.
(1) (ق): " اجنده ". والآخية: عود يعرض في ا لحائط، ويدفن طرفاه فيه، ويصير وسطه
كالعروة، تشذ إليه الدابة. وفي ا لحديث: "مثل المؤمن ومثل الايمان كمثل الفرس
في آخيته، يجول ثم يرجع إلى آخيته، وان ا لمؤمن يسهو ثم يرجع إلى الايمان ".
" النهاية " (1/ 9 2)، و"صحيح ابن حبان " (6 1 6).
(2) (ت): " ومنتهى ".
(3) (ق): " ولاية اهل العلم ".
(4) وهو ما يهيأ للنزيل من الضيافة. " اللسان " (نزل).
6 2 1

الصفحة 126