كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ولما كان العلم إمام الارادة، ومقدما عليها، ومفصلا لها، ومرشدا إليها،
قدمنا الكلام عليه على الكلام على المحبة.
ثم نتبعه - إن شاء الله - بعد الفراغ منه كتابا في الكلام على المحبة،
و قسامها، واحكامها، وفوائدها، وثمرا تها، و سبا بها، وموانعها، وما يقو يها،
وما يضعفها، والاستدلال بسائر طرق الادلة من النقل والعقل والفطرة
و لقياس والاعتبار والذوق والوجد على تعلقها بالإله الحق الذي لا إله
غيره، بل لا ينبغي ان تكون إلا له، ومن اجله، والرد على من انكر ذلك،
وتبيين فساد قوله عقلا ونقلا، وفطرة وقياسا، وذوقا ووجدا (1).
فهذا مضمون هذه التحفة، وهذه عرائس معانيها الان تجلى عليك،
وخود ابكارها البديعة ا لجمال ترفل في حللها وهي تزف إليك، فاما
"شصت! منازلها بسعد الاسعد" (2)، واما "خو؟ تز! ث إلى ضرير مقعد" (3)،
فاختر لنفسك إحدى الخطتين، و نزلها فيما شئت من المنزلتين، ولا بد لكل
(1) وهو كتابه الكبير في المحبة، واسمه: " المورد الصافي والظل الضافي "، ولعله هو
"قرة عيون المحبين وروضة العارفين "، اما الصغير فهو "روضة المحبين ". انظر:
" طريق الهجرتين " (4 2 1)، و" مدارج السالكين " (1/ 92، 2/ 4 5. 3/ 9 1)، و" ابن
القيم " للشيخ بكر ابو زيد (253، 5 30). وقد بحث المصنف مسائل المحبة كذلك
في كتابيه: " الفتوحات القدسية "، و" التحفة المكية "، كما اشار إلى ذلك في " بدائع
الفوائد" (5 9، 5 4 8، 6 4 8).
(2) وهو احملم السعود من المنازل. ويقال له: سعد السعود. وهو اشهر.
(3) الخود: الفتاة الشابة الحسنة الخلق. وهذا مثل يكثر دورانه في كتب المصعف، وهو
شطر بيت للحسين بن الحجاج (ت: 391) سفيه الادباء، في "المنتخل" (516)،
و" التمثيل والمحاضرة " (18 1)، و" اليتيمة " (3/ 0 6). ولم اجده في " درة التاج "،
و" تلطيف المزاج ".
127

الصفحة 127