كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

نعمة من حاسد، ولكل حق من جاحد ومعاند.
هذا، وإن ما ودع من المعاني والنفائس رهن عند متامله ومطالعه، له
غنمه وعلى مؤلفه غرمه، وله ثمرته ومنفعته ولصاحبه كده (1) ومشقته، مع
تعرضه لمطاعن الطاعنين، ولاعتراض المنافسين (2)، وعرضه بضاعته
المزجاة وعقله المكدود على عقول العالمين (3)، والقائه نفسه وعرضه بين
مخالب الحاسدين، و نياب البغاة المعتدين.
فلك ايها القارىء صفوه ولمؤلفه كدره، وهو الذي تجشم غراسه وتعبه
ولك ثمره، وها هو قد استهدف لسهام الراشقين، و ستعذر إلى الله من الزلل
والخطا، ثم (4) إلى عباده المؤمنين.
اللهم، فعياذا بك ممن قصر في العلم والدين باعه، وطالت في ا لجهل
وأذى عبادك ذراعه، فهو لجهله يرى الإحسان إساءة و لسنة بدعة والعرف
بمرا، ولظلمه يجزي بالحسنة سيئة كاملة وبالسيئة الواحدة عشرا.
قد آتخذ بطر الحق وغمط (5) الناس سلما إلى ما يحبه من الباطل
ويرضاه، ولا يعرف من المعروف ولا ينكر من المنكر إلا ما وافق إرادته أو
خالف هواه (6).
(1) مضبوطة في (ق). وفي (ن، ح): "كدره!.
(2) (ق): "ا لمناقشين ". (د): "ا لمناقسين ". (ن، ح): "المتنافسين ".
(3) (ح، ن): "وهذه بضاعته المزجاة وعقله المكدود يعرض على عقول العالمين ".
(4) "ثم " ليست في (ت، د، ق).
(5) (ق، ت): "وغمض ". (د): 9 وغمص ".
(6) (ق): "حالف " بالمهملة. تحريف. وفي العبارة لف ونشر مرتب؛ فالمعروف ما وافق
إرادته، والمنكر ما خالف هواه.
128

الصفحة 128