كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يستطيل على أولياء الرسول وحزبه باصغريه (1)، و يجالس اهل الغي
و [لجهالة ويزاحمهم بركبتيه.
قد رتوى من ماء اجن وتضلع، واستشرف إلى مراتب ورثة الانبياء
وتطلع، يركض في ميدان جهله مع الجاهلين، ويبرز عليهم في الجهالة
فيظن أنه من السابقين، وهو عند الله ورسوله و لمؤمنين عن تلك الوراثة
النبوية بمعزل، واذا نزل الورثة منازلهم منها فمنزلته منها قمى وأبعد منزل.
نزلوا بمكة في قبائل هاشم ونزلت بالبيداء أبعد منزل (2)
وعياذا بك ممن جعل الملامة بضاعته، والعذل نصيحته، فهو دائما
يبدي في الملامة ويعيد، ويكرر على العذل فلا يفيد ولا يستفيد.
بل عياذا بك من عدو في صورة ناصح، وو لي في مسلاخ بعيد كاشح،
يجعل عداوته و ذاه حذرا (3) واشفاقا، وتنفيره تجذيله إسعافا وارفاقا!
واذا كانت العين لا تكاد إلا على هؤلاء تفتح، والميزان بهم يخف ولا
يرجح، فما أحرى اللبيب بأن لا يعيرهم من قلبه (4) جزءا من الالتفات،
ويسافر في طريق مقصده بينهم سفره إلى الاحياء بين الاموات.
(1) قلبه ولسانه.
(2) البيت - باختلاف يسير - لعمر بن ابي ربيعة في "ديوانه " (0 32). وأنشده عميد الله بن
إسحاق بن سلام في "امالي القالي " (1/ 2 0 2). ودون نسبة في "طبقات الفقهاء"
للشيرازي (03 1)، و"العاقبة " لعبد ا لحق (177).
(3) (د، ت، ن): " حذارا ".
(4) (ت): " قبله ".
129

الصفحة 129