كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

عليهم بالعلم، فعلمه الاسماء كلها، ثم عرضهم على الملائكة، فقال:
<أنبؤفى باسمد هؤك إنكنتخ صدقين >.
جاء في التفسير أنهم قالوا: لن يخلق ربنا خلقا هو أكرم عليه منا (1)،
فظنوا أنهم خير وأفضل من الخليفة الذي يجعله الله في الارض، فلما
آمتحنهم بعلام ما علمه لهذا الخليفة أقروا بالعجز وجهل ما لم يعلموه،
فقالوا: <سبحتك لاعلم لنآ الاما علفتنآ انك أشا ألعليم لحكيم >، فحينئذ
أظهر لهم فضل ادم بما خصه به من العلم، فقال: <يكادم أنبئهم باتهايهم >،
فلما أنبأهم بأسمائهم أقروا له بالفضل.
الئالث: أنه سبحانه لما عرفهم (2) فضل ادم بالعلم، وعجزهم عن
معرفة ما علمه، قال لهم: <ألم أفل اع إلمت أغلم عس ألشعوت والأرض
وأعع مانبدون وماكنتخ تكمعون >، فعرفهم سبحانه نفسه بالعلم، وأنه أحاط
علما بطاهرهم وباطنهم، وبغيب السموات والارض، فتعرف إليهم بصفة
العلم، وعرفهم فضل نبيه وكليمه بالعلم، وعجزهم عما اتا 5 ادم من العلم،
وكفى بهذا شرفا للعلم.
الرابع: أنه سبحانه جعل في آدم من صفات الكمال ما كان به أفضل من
غيره من المخلوقات، و راد سبحانه [أن] يظهر لملائكته فضله وشرفه،
فأظهر لهم أحسن ما فيه، وهو علمه، فدل على أن العلم أشرف ما في
الانسان، و ن فضله وشرفه إنما هو بالعلم.
(1) اخرجه الطبري في "التفسير" (1/ 463)، و"التاريخ " (1/ 0 0 1) عن قتاده وا لحسن
والربيع بن انس، وحكا 5 قتادة عن ابن عباس.
(2) (د، ق، ح): " لما ان عرفهم ".
142

الصفحة 142