كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وهذا أيضا من شرف العلم: أنه لا يباح إلا صيد الكلب العالم، و ما
الكلب الجاهل فلا يحل أكل صيده؛ فدل على شرف العلم وفضله، قال
تعالى: <يشلونك ماذا أحل لهم فل أحل لكم الطئنت! وما عثتر من تجوارح
ِ و - -
ممكبيهت تعلموبرصهن مما علمكم الله فكلوا ممآ أتسكن علتكم وابمروا اسم الله عليه وانقوا الله
ان الله سريم ألحساب) [المائدة: 4]، ولولا مزية العلم والتعليم وشرفهما كان
صيد الكلب المعلم وا لجاهل سواء.
الوجه الرابع والثلاثون: أن الله سبحانه اخبرنا عن صفيه وكليمه الذي
كتب له التوراة بيده وكلمه منه إليه، أنه رحل إلى رجل عالم يتعلم منه،
ويزداد علما إلى علمه، وقال لفتاه:! لا ت! ح حت أتلغ مخمع ألبخزين أ ؤ
مط حقبا > (1)؛ حرصا منه على لقاء هذا العالم، وعلى التعلم منه، فلما
لقيه سلك معه مسلك المتعلم مع معلمه، وقال له: <هل اتثعكعك اق تعلمن
مما علست رشدا) (2)، فبدأه بعد السلام بالاستئذان على متابعته، وأنه لا
يتبعه إلا بإذنه (3)، وقال: <عك أن تعلمن مما عقعت رشدا >، فلم يجىء
مستمحنا ولا متعنتا، وإنما جاء متعلما مستزيدا علما إلى علمه.
وكفى بهذا فصلا وشرفا للعلم؛ فان نبي الله وكليمه سافر ورحل حتى
لقي النصب من سفره في تعلم ثلاث مسائل من رجل عالم، ولما سمع به
لم يقر له قرار حتى لقيه وطلب منه متابعته وتعليمه.
(1) كما في سورة الكهف: 0 6.
(2) سورة الكهف: 66.
(3) (ح، ن): " بإذنه وامره ".
150

الصفحة 150