كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
فضله بتعليمه، وتفضيله الانسان بما علمه إياه، وذلك يدل على شرف التعليم
والعلم.
فقال تعالى: <ائرا باسم رئك الذى ضلق! خلق الإنسمن من علق! قرأ ورئك
ا لاكرم! ا لذى على بالقلم! على ا لانسن ما لى يعلم) [العلق: 1 - ه].
فافتتح السورة بالامر بالقراءة الناشئة عن العلم.
وذكر خلقه خصوصا وعموما، فقال: < الذى خلق ج خلق ا لالن! سن من علق >،
وخص الانسان من بين المخلوفات؛ لما ودعه من عجائبه وآياته الدالة على
ربوبيته وقدرته وعلمه وحكمته وكمال رحمته، وانه لا إله غيره ولا ر ث
سواه. وذكر هنا مبدأ خلقه من علق لكون العلقة مبدأ الاطوار التي انتقلت
إليها النطفة، فهي مبدأ تعلو التخليق (1).
ثم أعاد الامر بالقراءة، مخبرا عن نفسه بانه الاكرم، وهو الافعل (2) من
الكرم، وهو كثرة الخير، ولا حد أولى بذلك منه سبحانه؛ فإن الخير كله
بيديه، وا لخير كله منه، والنعم كلها فهو وليها، والكمال كله والمجد كله له؛
فهو اكرم حقا.
ثم ذكر تعليمه عموما وخصوصا، فقال: < لذب على بالق! دم >، فهذا يدخل
فيه تعليم الملائكة والناس.
ثم ذكر تعليم ا لانسان خصوصا، فقال: < على الانسن ما لىيعلم >.
(1) (د، ت، ق): " تعليق الخلق ". و نظر: " تهذيب السنن " (12/ 313).
(2) أي أن "اكرم" على صيغة "افعل"، التي هي من صيغ لمبالغة.
157