كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
انقطعت حجتي وبطلت، فلا حجة لي.
والمقصود أن الله سبحانه سمى علم الحجة: سلطانا؛ لانها توجب
تسلط صاحبها واقتداره، فله بها سلطان على الجاهلحن.
بل سلطان العلم أعظم من سلطان اليد، ولهذا ينقاد الناس للحجة ما لا
ينقادون لليد؛ فان الحجة تنقاد لها القلوب، وأما اليد فإنما ينقاد لها البدن،
فا لحجة تأسر القلب وتقوده، وتذل المخالف، وإن أظهر العناد والمكابرة
فقلبه خاضع لها، ذليل مقهور تحت سلطانها، بل سلطان الجا 5 إن لم يكن
معه علم يساس به فهو بمنزلة سلطان السباع والاسود ونحوها، قدرة بلا علم
ولا رحمة، بخلاف سلطان الحجة، فانه قدرة بعلم ورحمة وحكمة، ومن لم
يكن له قتدار في علمه فهو إما لضعف حجته وسلطانه، واما لقهر سلطان
اليد والسيف له، والا فا لحجة ناصرهب نفسها، ظاهرة على الباطل قاهرة له.
الوجه الأربعون: أن الله سبحانه وتعالى وصف أهل النار بالجهل،
وأخبر أنه سد عليهم طرق العلم، فقال تعا لى حكاية عنهم: <وقالوا لوكئالنشمع
أونعقل ماكافي أمحف الشعير! فاعزفو بذ نبهم فسخقا لأضحب السعير) [الملك: 0 1
- 11]، فأخبروا (1) أنهم كانوا لا يسمعون ولا يعقلون. والسمع و لعمل هما
أصل العلم، وبهما ينال.
وقال تعالى: <ولقذ ذرأنا لجهنر! ثيرا تف الجن والالن! ى لهم قلوب لا
يففهوبئ بها ولهغ أعين لأ يبضرون بها ولهئم ءاذان لآيسئهعون بهاج أوليهككالألفم بل هئم
أضلج أول! ك هم القفلون > [الاعراف: 179]، فاخبر سبحانه انهم لم يحصل
(1) (ت، ح):"فاخبر".
160