كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله! كقيم: "من دعا إلى هدى كان له من
الأجر مثل اجور من تبعه، لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا، ومن دعا إ لى
ضلالة كان عليه من الاثم مثل آثام من تبعه، لا ينصل ذلك من آثامهم
شيئا" (1).
أخبر لمجم أن المتسبب إلى الهدى بدعوته له مثل أجر من آهتدى به،
و 1 لمتسبب إلى الصلالة بدعوته عليه مثل إثم من ضل به؛ لان هذا بذل قدرته
في هداية الناس، وهذا بذل قدرته في ضلالهم، فنزل كل واحد منهما بمتزلة
الفاعل التام.
وهذه قاعدة الشريعة، كما هو مذكور في غير هذا الموضع (2)؛ قال
تعا لى: < ليخملوا أوزارهتمكاملة يؤم اقئمة ومى أؤزار اتذلى يضئونهم
بغتر ع! لاسا ما يزروت > [النحل: 25]، وقال تعالى: <وليخمت
أثقاهم وأثقا لا خ أ ثقا لهم) [ا لعنكبوت: 3 1].
وهذا يدل على أن من دعا الامة إلى غير سنة رسول الله! ي! فهو عدوه
حقا؛ لانه قطع وصول أجر من هتدى بسنته إليه (3)، وهذا من اعظم
معاداته، نعوذ بادله من الخذلان.
الوجه الخامس والأربعون: ما خرجا في "الصحيحين " من حديث بن
مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله! كقعم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل
(1) "صحيح مسلم " (2674).
(2) انظر: " مجموع الفتاوى " (0 1/ 4 72)، و"طريق الهجرتين " (785).
(3) (ح، ن): "بسببه". (ت): "بسنة الله ".
167