كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
عالم "، وهذا حديث حسن (1).
والطريق التي يسلكها إلى الجنة جزاء على سلوكه في الدنيا طريق العلم
الموصلة إلى رضا ربه.
ووضع الملائكة أجنحتها له تواضعا وتوقيرا وإكراما لما يحمله من
ميراث النبوة ويطلبه، وهو يدل على المحبة والتعظيم، فمن محبة الملائكة
له وتعظيمه تضع أجنحتها له؛ لأنه طالب لما به حياة العالم ونجاته، ففيه
شبه من الملائكة، وبينه وبينهم تناسب، فإن الملائكة انصح خلق الله
و نفعهم لبني آدم، وعلى أيديهم حصل لهم كل سعادة وعلم وهدى ه
ومن نفعهم لبني آدم ونصحهم انهم يستغفرون لمسيئهم، ويثبتون (2)
مؤمنيهم، ويعينونهم على أعدائهم من الشياطين، ويحرصون على مصالح
العبد أضعاف حرصه على مصلحة نفسه، بل يريدون له من خير الدنيا
والاخرة ما لا يريد العبد ولا يخطر له ببال؛ كما قال بعض التابعين: "وجدنا
(1) اخرجه ابو يعلى في " مسنده الكبير"، كما في " المطالب العالية " (3/ 332)،
و" إتحاف الخيرة " (1/ 0 1 2)، والبيهقي في " الشعب " (4/ 331)، ومن طريقه
الرافعي في " التدوين " (3/ 461).
وخالد بن يزيد ضعيف، واتهمه بعضهم. انظر: " التهذيب " (3/ 127). وعثمان بن
ايمن لم أر من وثقه، وترجمه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (38/ 318) وخزج له
هذا ا لحديث، ولم يحك فيه جرحا ولا تعديلا. وانظر: " مجمع الزوائد" (1/ 2 0 2).
والوليد مشهور بالتدليس ولم يصزح بالتحديث. ولعل ا لمصنف اراد بتحصين
الحديث حسن معناه وسياقته.
(2) (ق): " ويثنون على ".
171