كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

قيل: فيه فائدتان (1):
احدا هما: ان نور القمر لما كان مستفادا من غيره كان تشبيه العالم
الذي نوره مستفاد من شمس الرسالة بالقمر أو لى من تشبيهه بالشمس.
الثانية: أن الشمس لا يختلف حالها في نورها، ولا يلحقها محاق (2)
ولا تفاوت في الاضاءة، وأما القمر فانه يقل نوره ويكثر ويمتلىء وينقص؛
كما أن العلماء في العلم على مراتبهم من كثرته وقلته، فيفضل كل منهم في
علمه بحسب كثرته وقلته، وظهوره وخفائه، كما يكون القمر كذلك، فعالم
كالبدر ليلة تمه (3)، واخر دونه بليلة ثانية وثالثة وما بعدها إلى آخر مراتبه،
وهم درجات عند الله.
فإن قيل: تشبيه العلماء بالنجوم أمر معلوم، كقوله ع! يم: "أصحا بي
كالنجوم " (4)، ولهذا هي في تعبير الرويا عبارة عن العلماء (5)، فكيف وقع
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
ا نظر: " ا لذ خيرة " للقر ا في (1/ 3 4).
مثلثة الميم. اي: نقصان ضوء. و لمحاق: اخر لشهر إذا نمحق الهلال فلم دس،
سمي بذلك لانه طلع مع الشمس فمحقته. إاللسان " (محق).
اي: اكتماله و تمامه. وهذا التركيب كثير الورود في الشعر.
جاء من حديث جماعة من الصحابة بالفاظ مختلفة. ولا يصح منها شيء. وقد حكم
برده الامام أحمد، و لبزار، وغير واحد من المتاخرين.
انظر: "المنتخب من العلل للخلال " (43 1)، و"جامع بيان العلام وفضله " (2/ 923)،
و" تحفة الطالب " لابن كثير (66 1)، و"موافقه الخبر الخبر" (1/ 5 4 1)، و" لتلخيص
لحبير" (4/ 0 9 1)، و"السلسلة الضعيفة " (58).
انظر: "تعبير الرويا" لابن قتيبة (2 1 1)، و"البدر المنير" للشهاب العابر المقدسي
(17 2)، و"حلية الاولياء" (2/ 277).
177

الصفحة 177