كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

تشبيههم هنا بالقمر؟
قيل: أما تشبيه العلماء بالنجوم؛ فلأن النجوم يهتدى بها في ظلمات البر
والبحر، وكذلك العلماء.
والنجوم زينة للسماء، وكذلك العلماء زينهب للأرض.
وهي رجوم للشياطين حائلهب بينهم وبين استراق السمع؛ لئلا يلبسوا (1)
بما يسترقونه من (2) الوحي الوارد إلى الرسل من الله على أيدي ملائكته،
وكذلك العلماء رجوم لشياطين الانس (3) الذين يوحي بعضهم إلى بعض
زخرف القول غرورا؛ فالعلماء رجوم لهذا الصنف من الشياطين، ولولاهم
لطمست معا لم الدين بتلبيس المضلين، ولكن الله سبحانه أقامهم حراسا
وحفظة لدينه، ورجوما لاعدائه واعداء رسله.
فهذا وجه تشبيههم بالنجوم.
وأما تشبيههم بالقمر؛ فذلك إنما كان في مقام تفضيلهم على أهل العبادة
المجردة، وموازنة ما بينهما من الفضل. والمعنى: أنهم يفضلون العباد الذين
ليسوا بعلماء، كما يفضل القمر سائر الكواكب.
فكل من التشبيهين لائق بموضعه، والحمد لله.
وقوله: "إن العلماء ورثة الأنبياء"، هذا من أعظم ا لمناقب لاهل العلم؛
ةب ن الانبياء خير خلق الله، فورثتهم خير ا لخلق بعدهم، ولما كان كل
(1) (ت):"يشتبه ".
(2) "من "ليست في (ح، ن).
(3) (ق): " الإنس وا لجن ". وهو خطا وسبق قلم.
178

الصفحة 178