كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
الفطر، فكيف ينسب إلى الرب ما قبحه مستقر في فطركم وعقولكم؟!
وقال تعالى: <أفحسبتم أئما ظقنبهئم عبثا وأنكئم الئنا لا تزجعون
! فتعلى الله الم! ك الحق لا إلة إلاهو رب ائعزش ال! ريو > [المؤمنون:
15 1 - 16 1]؛ نزه نفسه سبحانه عن هذا الحسبان (1) الباطل المضاد لموجب
اسمائه وصفاته، و نه لا يليق بجلاله نسبته إليه.
ونظائر هذا في القرآن كثيرة.
ك! وأيضا؛ فانه سبحانه يحب من عباده امورا يتوقف حصولها منهم
على حصول الاسباب المقتضية لها، ولا تحصل إلا في دار الابتلاء
و لامتحان؛ فانه سبحانه يحب الصابرين، ويحب الشاكرين، ويحب الذين
يقاتلون في سبيله صفا، ويحب التوابين، ويحب المتطهرين، ولا ريب أ ن
حصول هذه المحبوبات بدون أسبابها ممتنع، كامتناع حصول الملزوم بدون
لازمه، والله سبحانه افرح بتوبة عبده حين يتوب إليه من الفاقد لراحلته التي
عليها طعامه وشرابه في أرض دوية مهلكة إذا وجدهاه
كما ئبت في "الصحيح " عن النبي محك! وو انه قال: "لله اشد فرحا بتوبة
عبده ا لمؤمن من رجل في أرنر دوية مهللكة معه راحلته، عليها طعامه
وشرابه، فنام، فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى اد ركه العطش، ثم قال:
أرجع إلى ا لمكان الذي كنت فيه، فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على
ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته، عليها زاده وطعامه و شرابه، فالله
(1) بكسر ا لحاء في (ق). والوجهان جائزان. و في (ح، ن): "ا لحساب ". و في هامش
(ح) إشارة إلى ان في نسخة: "الحسبان ".
18