كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ثم لما كان الغالب على الناس أن أحدهم يريلم الدنيا لولده من بعده،
ويسعى ويتعب ويحرم نفسه لولده = سد هذه الدريعة عن أنبيائه ورسله،
وقطع هذا الوهم الذي عساه ن يخالط كثيرا من النفوس التي تقول: فلعله إ ن
لم (1) يطلب الدنيا [لنفسه] فهو يحضلها (2) لولده - فقال ءسي!: "نحن معاشر
الأنبياء لا نورث، ما تركنا فهو صدقة " (3).
فلم تورث الأنبياء دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم.
و ما قوله تعالى: <وورث سلئمن داود) فهو ميراث العلم و لنبوة، لا
غير، وهذا باتفاق أهل العلم من المفسرين وغيرهم (4)، وهذا لان داود عليه
السلام كان له أولاد كثير سوى سليمان، فلو كان الموروث هو المال لم يكن
سليمان يختص به (5).
و يضا؛ فان كلام الله يصان عن الإخبار بمثل هذا؛ فانه بمنزلة أن يقال:
" مات فلان وورثه ابنه "، ومن المعلوم أن كل أحد يرثه ابنه، وليس في
الاخبار بمثل هذا فائدة.
و يضا؛ فان ما قبل الاية وما بعدها يبين أن المراد بهذه الوراثة وراثة
العلم والنبوة، لا وراثة مال، قال الله تعالى: < ولقد ءانينا داود وسلينن تحا
(1) (ت، د، ق):"فلعله لم ".
(2) (ت): "تحصيله إ. وما بين المعكوفين يقتضيه السياق، وليس في الاصول.
(3) أخرجه البخاري (93 30، 26 يا 6)، ومسلم (1757 - 1759).
(4) انظر: "تاويل مختلف الحديث " (188)، و"شرح مشكل الاثار) ا (3 لم 2 1)،
و"التمهيد" (8 لم 174)، و"فتح 1 لباري " (12 لم 0 1)، و"روج المعا ني! (0 1 لم 66 1)،
(5) (ق): " مختصا به!.
181

الصفحة 181