كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
والمقصود ان حكمته سبحانه أقتضت خلق الجنة درجات بعضها فوق
بعض، وعمارتها بادم وذريته، وإنزالهم فيها بحسب اعما لهم. ولازم هذا
إنزا لهم إلى دار العمل وا لمجاهدة.
* وأيضا (1)؛ فانه سبحانه خلق آدم وذريته ليستخلفهم في الأرض، كما
اخبر سبحانه في كتابه بقوله:! إني جاعل فى ألأزض ظيفة >، وقولى: <وهو
الذي جعلحم ظمف الأضض) [الانعام: ه 16]، وقال:<ولمجمتتخلفخ في
ا يارض) [الاعراف: 29 1].
فاراد سبحانه ان ينقله وذريته من هذا الاستخلاف إلى توريثه جنة
الخلد، وعلم سبحانه بسابق علمه انه لضعفه وقصور نظره قد يختار العاجل
الخسيس على الاجل النفيس؛ فان النفس مولعة بحب العاجلة وا يثارها على
الاخرة، وهذا من لوازم كونه خلق من عجل وخلق عجولا (2).
-" نظر؛ ووهب بن خالد ليس بذاك المشهور بالعلم، وقد يحمل على انه لو اراد
تعذيبهم لقدر لهم ما يعذبهم عليه، فيكون غير ظالم لهم حينئذ".
وفيما قال ابن رجب رحمه الله نظر؟ فإن وهب بن خالد - على ثقته - لم ينفرد
با لحديث، فقد اخرجه الفريا بي في " القدر" (0 9 1، 91 1) - ومن طريقه الاجري في
" الشريعة " (373، 4 2 4) -، وابن بطة في "الابانة " (588 1 - القدر) من وجه اخر لا
بأس به.
ثم إن ما ذكره من التوجيه ليس بجيد. وانظر لتحقيق معنى ا لحديث، وغلط الطوائف
في فهمه: "شفاء العليل " (343)، و"طريق الهجرتين " (1 62)، و"عدة الصابرين"
(266)، وما سيأتي من الكتاب (ص: 132 1).
(1) نظر: " تفسير الراغب الأصبهاني " (ق 0 4/ ا).
(2) (ق): " من لوازم قوله: < ظق الأدنسن من عحل)، وقوله: وخلق الانسان ". والاشارة =
22