كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
لا يقر قراره حتى يرى نفسه فيه (1)، كما قيل (2):
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الاول
كم منزل في الارض يالفه الفتى وحنينه أبدا لاول منزل
ولي من أبيات تلم بهذا المعنى:
وحي على جنات عدن فانها منازلك الاولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود! لى أوطاننا ونسلم (3)
3! فسر هذه الوجوه أنه سبحانه وتعا لى سبق في حكمه وحكمته أ ن
الغايات المطلوبة لا تنال إلا بأسبابها لتي جعلها الله أسبابا مفضية إليها،
ومن تلك الغايات أعلى أنواع النعيم وأفضلها وأجلها، فلا تنال إلا بأسباب
نصبها مفضية إليها.
واذا كانت الغايات التي هي دون ذلك لا تنال إلا بأسبابها - مع ضعفها
وانقطاعها -، كتحصيل المأكول والمشروب وا لملبوس والولد والمال
وا لجاه في الدنيا؟ فكيف يتوهم حصول أعلى الغايات و شرف المقامات
بلا سبب يفضي إليه؟!
ولم يكن (4) تحصيل تلك الأسباب إلا في دار المجاهدة وا لحرث (5)؛
(1) (ق، ت):"فيها".
(2) البيتان لابي تمام في ديوانه (4/ 53 2)، و"اخباره " للصو لي (5 0 2) وغيرهما.
(3) القصيدة بتمامها في "طريق الهجرتين " (8 0 1 - 5 1 1). والمصنف كثير الاستشهاد
بالبيتين في كتبه.
(4) كذا في الاصول بتقدير الخبر: ممكنا. ـولعلها: يمكن.
(5) (د، ق): " والحرب ". وهي قراءة محتملة، والمثبت اشبه.
24