كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

المخذولون من حليقته، و شركوا به ظلما وكفرانا، فهلك من هلك عن بيية
وحي من حي عن بينة، والله سميع عليم.
ومن تامل اياته المشهودة والمسموعة في الارض، ورأى اثارها، علم
تمام حكمته في إسكان ادم وذريته في هذه الدار إلى أجل معلوم؛ فالله
سبحانه إنما خلق الجنة لادم وذريته، وجعل الملائكة فيها خدما لهم، ولكن
قتضت حكمته أن خلق لهم دارا يتزودون منها إلى الدار التي خلقت لهم،
و نهم لا ينالونها إلا بالزاد، كما قال تعالى في هذه الدار: <وتخمل
أثقالم إك بلد لم تكونوا بخلغيه إلا لمجشق لأسنح إن رئبهم لرءوف
زحيم > [حا: 7]، فهذا شأن الانتقال في الدنيا من بلد إلى بلد، فكيف
الانتقال من الدنيا إلى دار القرار؟! وقال تعا لى: <وتزؤدوا فإت ضيز الزاد
التموى > [البقرة: 97 1].
فباع المغبونون منازلهم منها بأبخس ا لحظ و نقص الثمن، وباع الموفقون
نفوسهم وأموا لهم من الله، وجعلوها ثمنا للجنة؛ فربحت تجارتهم، ونالوا الفوز
العظيم، قال الله تعا لى:! ان الله اشترى مف المؤمعين نفسهم و ئولهم
بأن لهما لجنه) [ا لتوبة: 1 1 1].
فهو سبحانه ما أخرج ادم منها إلا وهو يريد أن يعيده إليها أكمل
إعادة (1)، كما قيل على لسان القدر (2): يا ادم! لا تجزع من قولي لك: آخرح
(1) (ت): "يعيده إليها فلذلك خلقها ليعيده إليها على اكمل إعادة ".
(2) اي: لسان الحال. كما عبر به المصنف في " مدارج السالكين " (1/ 326).
وانظر: "بدائع الفوائدلما (98 1 1)، و"الفوائد" (1 5)، و" عدة الصابرين " (9 0 1)، وما-
26

الصفحة 26