كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

منها، فلك خلقتها، فإ ني انا الغني عنها وعن كل شيء، وانا ا لجواد الكريم،
وانا لا ا تمتع فيها؟ فإ ني اطعم ولا اطعم، وانا الغني ا لحميد، ولكن آنزل إ لى
دار البذر، فإذا بذرت فاستوى الزرع على سوقه وصار حصيدا، فحينئذ فتعال
فاستوفه (1) احوج ما نت إليه، الحبة (2) بعشر امثالها، إلى سبع مئة ضعف،
إ لى اضعاف كثيرة، فإ ني اعلم بمصلحتك منك، وانا العليم ا لحكيم.
فان قيل: ما ذكرتموه من هذه الوجوه وامثا لها إنما يتم إذا قلتم (3): إ ن
الجنة التي اسكنها ادم واهبط منها جنة الخلد التي اعدت للمتقين المؤمنين
يوم القيامة، وحينئذ يظهر سر إهباطه (4) وإخراجه منها. ولكن قد قالت
طائفة - منهم ابو مسلم (5)، ومنذر بن سعيد البلوطي (6)، وغيرهما -: إنها
= سيأتي من الكتاب (ص: 830).
وهو أسلوب معروف في تصوير المعاني، واستعمال العلماء له لا يكاد يأتي عليه
ا لحصر. انظر: درء التعارض (0 1/ 0 0 2)، و مجموع الفتاوى (2 1/ 5 0 4).
(1) (ت): " فاسوقه ".
(2) (ت): "ا لحسنة ".
(3) (ق): " قيل) ".
(4) (ح): " إهباط آدم ".
(5) محمد بن بحرالأصبهاني المعتزلي (ت: 322)، له تفسير كبير، لم يصلنا. انظر:
"معجم الادباء" (6/ 436 2)، و" الوا في بالوفيات " (2/ 4 4 2).
(6) قاضي ا لجماعة بقرطبة (ت: 355)، ترجمته في " السير" (6 1/ 173)، ومصادرها
في حاشيته. وكتابه في لتفسير لم يعتر عليه بعد. وذكر ابن كثير في "البداية والنهاية"
(1/ 176) أن له مصنفا مفردا في هذه المسألة، ولعله من مصادر المصنف.
وقد كان متهفا بالاعتزال كما ذكر ابن حزم في " طوق ا لحمامة " (5 4)، منحرفا إ لى
مذهب أهل الكلام كما ذكر ابن الفرضي في "تاريخ علماء الأندلس " (2/ 4 4 1). ولا-
27

الصفحة 27