كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

إنما كانت جنة في الارض في موضع عال منها، لا انها جنة الماوى التي
أعدها الله لعباده المؤمنين يوم القيامة.
وذكر منذر بن سعيد هذا القول في "تفسيره" عن جماعة، فقال: "و ما
قوله لادم: <الثسكن أنت وزوفي الجنة >:
فقالت طائفة: اسكن الله تعا لى ادم لمجي! جنة الخلد التي يدخلها
المؤمنون يوم القيامة.
وقال اخرون: هي جنة غيرها جعلها الله له، و سكنه إياها، ليمست جنة
الخلد".
قال: "وهذا قولى تكثر الدلائل الشاهدة له، والموجبة للقول به؛ لأن
ا لجنة التي تدخل بعد القيامة هي من حيز الاخرة (1)، وفي اليوم الاخر
تدخل؛ ولم يات بعد، وقد وصفها الله لنا في كتابه بصفاتها، ومحال ا ن
يصف الله شيئا بصفة ثم يكون ذلك الشيء بغير تلك الصفة التي وصفها به،
و لقول بهذا دافع لما اخبر الله به".
قالوا: وجدنا الله تبارك وتعا لى وصف الجنة التي أعدت للمتقين بعد
قيام القيامة بدار المقامة، ولم يقم ادم فيها.
أراه كذلك، ولا أحسب التهمة لحقته إلا من قبل قوله بهذه المسألة ونظائرها مما
وافق اجتهاده فيه مقالات آشتهرت عن المعتزلة وليست من اصولهم، وقد ذكر أن له
تصانيف في الرد على اهل الأهواء و لمدع، كما في "مطمح الأنفس " (238)، و"نفح
الطيب " (1/ 372)، ومعها فتوى في الر 3 على القول بخلق القرآن، نشرها
عبد الرحمن الهيباوي ملحقة بترجمته التي صنعها له (ص: 45 1).
(1) (ق، ت): "خير الاخرة ".
28

الصفحة 28