كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي سهل لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلا، و وضح لهم
طريق ا لهداية وجعل آتباع الرسول عليها دليلا، و تخذهم عبيدا (1) له فأقروا
له بالعبودية ولم يتخذوا من دونه وكيلا، وكتب في قلوبهم الإيمان و يدهم
بروح منه، لما رضوا بادله ربا وبالاسلام ديناً وبمحمد رسولا.
والحمد لله الذي أقام في أزمنة الفترات من يكون ببيان سنن المرسلين
كفيلا، وااحتص هذه الامة بأنه لا تزال فيها طائفة على الحق لا يضرهم من
خذلهم ولا من خالفهم حتى ياتي أمره ولو آجتمع الثقلان على حربهم
قبيلا.
يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الاذى، ويبصرون
بنور الله أهل العمى، ويحيون بكتابه الموتى؛ فهم أحسن الناس هديا
وأقومهم قيلا.
فكم من قتيل لابليس قد أحيوه، ومن ضال جاهل لا يعلم طريق رشده
قد هدوه، ومن مبتدع في دين الله بشهب الحق قد رموه؛ جهادا في الله،
وابتغاء مرضاته، وبيانا لحججه على العالمين وبيناته، وطلبا للزلفى لديه
ونيل رضوانه وجناته، فحاربوا (2) في الله من خرج عن دينه القويم، وصراطه
المستقيم، الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا أعنة الفتنة، وخالفوا الكتاب،
__________
(1) (ت): " عبادا".
(2) (ت): " يحاربوا". و في (ح، ن): "وحاربوا) ".
3

الصفحة 3