كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وقال الاعشى (1):
تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت كما ستعان بريح عشرق زجل
قالوا: وفي قول إبليس لهما: <مانهمبهمارلبهماعن هذه لسجرة) [الأعراف:
0 2] دليل على مشاهدته لهما وللشجرة.
ولما كان ادم خارجا من الجنة وغير ساكن فيها قال الله: < لم نهكماعن
تلكما لشجرة) [الاعر ف: 22]، ولم يقل: "عن هذه الشجرة "، كما قال له
إبليس؛ لان آدم لم يكن حينئذ في الجنة ولا مشاهدا للشجرة.
مع قوله عز وجل: <إلبه بظعد الكلو الطيب والعمل الصئلح يرفعه ->
[فاظر: 10]؛ فقد أخبر سبحانه خبرا محكما غير مشتبه أنه لا يصعد إليه إلا
كلم طيسب وعمل صالح، وهذا مما قدمنا ذكره، أنه لا يلج المقدس المطهر
إلا مقدس مطهر طيب، ومعاذ الله أن تكون وسوسة إبليس مقدسة أو طاهرة
أو خيرا، بل هي شر كلها، وظلمة وخبث ورجس. تعالى الله عن ذلك علوا
كبيرا.
وكما أن أعمال الكافرين لا تلج القدس الطاهر ولا تصل إليه؛ لانها
خبيثة غير طيبة، كذلك لا تصل - ولم تصل - وسوسة إبليس، ولا ولجت
القدس؛ قال الله تعا لى: <* إنكنب الفخارلفى سبين) [المظففين: 7].
(1) ديوانه (5 5)، من معلقته. والوسواس: صوت جرس ا لحلي. والعشرق: نبت له ورق،
إذا ييس أطارته الريح، فاسمعت له زجلا (صوتا).
33