كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وهذه اللذة منغصة من وجوه عديدة:
منها: أن تصور زو لها وانقضائها وفنائها يوجب تنغصها (1).
ومنها: أنها ممزوجة بالافات، معجونة بالالام، مختلطة بالمخاوف،
وفي الغالب لا يفي ألمها بطيبها، كما قيل:
قايست بين جمالها وفعالها فإذا الملاحة بالقباح! لا تفي (2)
ومنها: ان الاراذل من الناس وسقطهم يشاركون فيها كبراءهم
وعقلاءهم، بل يزيدون عليهم فيها أعظم زيادة وأفحشها، فنسبتهم فيها إ لى
الافاضل كنسبة ا لحيوانات البهيمية إليهم، فمشاركة الاراذل و هل الخسة
والدناءة فيها وزيادتهم على العقلاء فيها مما يوجب النفرة والاعراض عنها،
وكثير من الناس حصل له الزهد في المحبوب والمعشوق منها بهذه الطريق.
وهذا كثير في أشعار الناس ونثرهم، كما قيل:
سأترك حبها من غير بغض ولكن كثرة الشركاء فيه
إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه
و تجتنب الاسود ورود ماءٍ إذا كان الكلاب يلغن فيه (3)
(1) (ح، ن): "تنغيصها". (د، ق): "موجب تنغصهالا.
(2) البيت لأبي بكر بن السزاج، من ثلاثة ابيات حسان، نسبت خطأ لابن المعتز، وهي
في ديوانه (1/ 386)، وقبض جائزتها عبيد الله بن طاهر! الخبر في "الديارات،
للشابشتي (8 1 1)، و" إ نباه 1 لرواة " (3/ 7 4 1)، و" إ رشاد الاريب " (5 53 2)، وغيرها.
(3) الأبيات في "المستطرف " (1/ 163، 2/ 434) دون نسمة.
377