كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
* قوله: " محبة العلم - او العالم - دين يدان بها"؛ لان العلام ميراث
الانبياء، والعلماء وزاثهم، فمحبة العلم وأهله محبة لميراث الانبياء
وورثتهم، وبغض العلم وأهله بغض لميراث الانبياء وورثتهم.
فمحبة العلم من علامات السعادة وبغض العلم من علامات الشقاوة،
وهذا كله إنما هو في علم الرسل الذي جاووا به، وورثوه للأمة، لا في كل ما
يسمى علما.
وأيضا؛ فان محبة العلم تحمل على تعلمه واتباعه، وذلك هو الدين،
وبغضه ينهى عن تعلمه واتباعه، وذلك هو الشقاء والصلال.
وأيضا؛ فان الله سبحانه عليم يحب كل عليم، وإنما يضع علمه عند من
يحبه، فمن أحب العلم وأهله فقد أحب ما حب الله، وذلك مما يدان به.
* قوله: "العلم يكسب العالم الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد
مماته "؟ يكسبه ذلك، أي: يجعله كسبا له، ويورثه إياه. ويقال: كسبه ذلك عزا
وطا عة، وأكسبه. لغتا ن.
ومنه حديث خد يجة رضي الله عنها: "إنك لتصل الرحم، وتصدق
ا لحديث، وتحمل الكل، وممسب المعدوم " (1)، روي بفتح التاء وضمها،
ومعناه: يمسب المال والغنى. هذا هو الصواب.
وقالت طائفة: من رواه بضمها فذلك من: أكسبه (2) مالا وعزا، ومن
رواه بفتحها فمعنا 5: تكسب أنت المال المعدوم بمعرفتك وحذقك
(1) اخرجه البخاري (3)، ومسلم (0 6 1) من حديث عائشة.
(2) (ق، د): "اكسبته ".
385