كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
والاية تتناولهما جميعا؛ فطاعة ولاة الامر واجبة إذا أمروا بطاعة الله
ورسوله، وطاعة العلماء كذلك.
فالعالم بما جاء به الرسول العامل به أطوع في أهل الارض من كل
أحد، فاذا مات أحيا الله ذكره، ونشر له في العالمين أحسن الثناء.
فالعالم بعد وفاته ميت وهو حي بين الناس، وا لجاهل في حياته حي
وهو ميت بين الناس، كما قيل:
وفي ا لجهل قبل الموت موت لاهله و جسامهم قبل القبور قبور
وأرو حهم في وحشة من جسومهم وليس لهم حتى النشور نشور (1)
وقا ل آخر:
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات (2)
وقال آخر:
وما دام ذكر العبد بالفضل باقيا فذلك حي وهو في الترب هالك (3)
ومن تامل أحوال أئمة الاسلام - كائمة ا لحديث و لفقه - كيف هم
تحت التراب وهم في العالمين كأنهم أحياء بينهم، لم يفقدوا منهم إلا
صورهم، وإلا فذكرهم وحديثهم والثناء عليهم غير منقطع، وهذه هي ا لحياة
(1) مضى القول في تخريج البيتين (ص: 130).
(2) البيت للشافعي في "المنهج الاحمد" (1/ 71)، وععه في ديوانه (58)، ودون نسبة
في "السلوك " للجندي (1/ 0 2 4)، و"زهر اكم " (1/ 332).
(3) لم اعثر عليه.
387