كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
ومن عجب أ ني أحن إليهم وأسال عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي (1)
وقال اخر:
ومن عجب أن يشكو البعد عاشق وهل غاب عن قلب المحب حبيب
خيالك في عيني وذكرك في فمي ومثواك في قلبي فأين تغيب (2)
قوله: "اه؛ ان هاهنا علما - وأشار الى صدره -) "؛ يدل على جواز إخبار
الرجل بما عنده من العلم والخير ليمتيس منه، ولينتفع به، ومنه قول يوسف
الصديق عليه السلام: < قال خعلتى علىخزالن الأرضط إني حفيأ عليم > [يوسف:
فمن اخبر عن نفسه بمثل ذلك ليكثر به ما يحبه الله ورسوله من الخير
فهو محمود، وهذا غير من أخبر بذلك ليتكثر به عند الناس ويتعظم، وهذا
يجازيه الله بمقت الناس له، وصغره في أعينهم، والاول يكبره في قلوبهم
وعيونهم، وانما لاعمال بالنيات.
وكذلك إذ أثنى الرجل على نفسه ليخلص بذلك من مظلمة وشر، أو
(1) البيتان للقاضي الفاضل (ت: 596) في "ديوانه " (92 4). ونسبا لمهيار - وليسا في
ديوانه - في "ا لحلة السيراءدا (1/ 4 0 2)، و" نفح الطيب " (5/ 476)، وفي الاول
حكاية خلاف في ذلك. وهما في " الحماسة المغربية " (68 0 1) ومصادر اخرى
كثيرة دون نسبة.
(2) الثا ني لابن غلندو الاشبيلي (ت: 587) في "إرشاد الاريب " (94 1 1). ودون نسبة
في "البديع " لابن منقذ (4 1 1) 5
391