كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
ليستوفي بذلك حقا له يحتاج فيه إلى التعريف بحاله، أو ليقطع عنه أطماع
السفلة فيه، أو عنلم خطبته إلى من لا يعرف حاله.
والأحسن في هذا أن يوكل من يعرف به وبحاله؛ فإن لسان ثناء المرء
على نفسه قصير (1)، وهو في الغالب مذموم؛ لما يقترن به من الفخر
و لتعاظم.
ثم ذكر أصناف حملة العلم الذين لا يصلحون لحمله، وهم أربعة:
أحدهم: من ليس هو بمامون عليه، وهو الذي أوتي ذكاء وحفظا، ولكن
مع ذلك لم يؤت زكاء؛ فهو يتخذ العلم الذي هو آلة الدين الة الدنيا،
يستجلبها به، ويتوسل بالعلم إليها، و يجعل البضاعة التي هي متجر الاخرة
متجر الدنيا، وهذا غير أمين على ما حمله من العلم، ولا يجعله الله إماما فيه
قط؛ فإن الامين هو الذي لا غرض له ولا إرادة لنفسه إلا اتباع ا لحق
وموافقته، فلا يدعو إلى قيام رياسته ولا دنياه.
وهذا الذي قد تخذ بضاعة الاخرة ومتجرها متجرا للدنيا قد خان الله
وخان عباده وخان دينه، فلهذا كان (2) غير مأمون عليه.
* وقوله: "يستطهر بحجج الله على كتابه، وبنعمه على عباده "؛ هذه
صفة هذا الخائن؛ إذا أنعم الله عليه استظهر بتلك النعمة على الناس، واذا
تعلم علما استظهر به على كتاب الله.
ومعنى استظهاره بالعلم على كتاب الله: تحكيمه عليه وتقديمه واقامته
(1) انطر السر في ذلك في " الهوامل والشوامل " (68، 17 1، 8 0 3).
(2) (ق، د، ح، ن): "قال ". اي: علي رضي الله عنه.
392