كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
دونه.
وهذه حال كثير ممن يحصل له علم؛ فانه يستغني به ويستظهر به
ويحكمه ويجعل كتاب الله تبعا له، يقال: ستظهر فلان على كذا بكذا، أي:
ظهر عليه به، وتقدم فجعله وراء ظهره.
وليست هذه حال العلماء؛ فان العالم حقا يستظهر بكتاب الله على كل
ما سواه، فيقدمه ويحكمه، و يجعله إمامه، و يجعله عيارا على غيره مهيمنا
عليه، كما جعله الله تعا لى كذلك.
فالمستظهر به موفق سعيد، و لمستظهر عليه مخذول شقي، فمن
استظهر على الشيء فقد جعله خلف ظهره مقدما عليه ما استظهر به، وهذا
حال من اشتغل بغير كتاب الله عنه، واكتفى بغيره منه، وقدم غيره وأخره.
الصنف الثاني من حملة العلم: المنقاد له، الذي لم يثلج له صدره، ولم
يطمئن به قلبه، بل هو ضعيف البصيرة فيه، لكنه منقاد لاهله.
وهذه حال أتباع ا لحق من مقلد يهم، وهؤلاء وان كانوا على سبيل نجاة
فليسوا من دعاة الدين، وانما هم من مكثري سواد ا لجيش، لا من أمرائه
وفرسا نه.
والمنقاد: منفعل من قاده يقوده، وهو مطاوع الثلاثي (1)، و صله:
منقيد؛ كمكتسب، ثم اعلت الياء ألفا (2) لحركتها بعد فتحة، فصار: منقاد؛
(1) (ح): " العا ني ". وهو تحريف.
(2) (ت): "ثم اقلب الياء ألفا) ". والاعلال: تغيير حرف العلة للتخفيف، بالقلب! كنما في
هذا ا لمثال، أو التسكين، او ا لحذف.
393