كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
تقول: قدته فانقاد، أي: لم يمتنع.
والاحناء: جمع حنو، بوزن علم، وهي ا لجوانب والنواحي، و لعرب
تقول: ازجر أحناء طيرك، أي: أمسك نواحي خفتك وطيشك يمينا وشمالا
و ماما وخلفا (1).
قال لبيد (2):
فقلت ازدجر أحناء طيرك واعلمن بأنك إن قدمت رجلك عاثر
والطير هنأ: الخفة و لطيش.
* وقوله: "ينقدج الشك في قلبه باول عارض من شبهة "؛ هذا لضعف
علمه وقلة بصيرته، إذا وردت على قلبه أدنى شبهة قدحت فيه الشك
و [لريب، بخلاف الراسخ في العلم، لو وردت عليه من البنبه بعدد أمواج
البحر ما أزالت يقينه، ولا قدحت فيه شكا؟ لانه قد رسخ في العلم فلا
تستفزه الشبهات، بل إذا وردت عليه ردها حرلس العلم وجيشه مغلولة
مغلوبة.
و [لشبهة وار؟ يرد على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق له، فمتى
باشر القلب حقيقة العلم لم تؤثر تلك الشبهة فيه، بل يقوى علمه ويقينه
بردها ومعرفة بطلانها، ومتى لم يباشر حقيقة العلم بالحق قلبه قدحت فيه
الشك باول وهلة، فإن تداركها والا تتابعت على قلبه أمثالها، حتى يصير
شاكا مرتابا.
(1) انظر: " الصحاج " (حني).ـ
(2) في ديوانه (0 22).
394