كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساويا
وقال اخر (1):
نظروا بعين عداوة ولو انها عين الرضا لاستحسنوا ما استقبحوا
فاذا كان هذا في نظر العين الذي يدرك المحسوسات، ولا يتمكن من
المكابرة فيها، فما الظن بنظر القلب الذي يدرك المعا ني التي هي عرضة
ا لمكابرة؟!
والله المستعان على معرفة الحق وقبوله، ورد الباطل وعدم الاغترار به.
* وقوله: "باول عارض من شبهة "؛ هذا دليل على ضعف عقله
ومعرفته، إذ تؤثر فيه البدوات (2)، وتستفزه أوائل الامور، بخلاف الثابت
التام العقل (3)، فانه لا تستفزه البدوات ولا تزعجه وتقلقه؟ فان الباطل له
دهشة وروعة في أوله، فاذا ثبت له القلب رد على عقبيه.
و دده يححث من عبده الحلم والاناة، فلا يعجل، بل يثبت حتى يعلم
ويستيقن ما ورد عليه، ولا يعجل بأمر من قبل استحكامه، فالعجلة والطيش
من الشيطان.
فمن ثبت عند صدمة البدوات استقبل أمره بعلم وحزم، ومن لم يثبت
لها استقبله بعجلة وطيش، وعاقبته الندامة، وعاقبة الاول حمد أمره، ولكن
للأول افة متى قرنت بالحزم والعزم نجا منها، وهي الفوت، فانه لا يخاف
(1) وهو الشريف الرضي، في ديوانه (1/ 0 6 2).
(2) ا لآراء الطارئة. وا حدها: بداة.
(3) (د، ق، ح، ن): " العاقل]) 5 تحريف.
398