كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

من التثبت إلا الفوت، فاذا قترن به العزم والحزم تم امره.
ولهذا في الدعاء الذي رو 51 الامام أحمد والنسائي عن النبي!: "اللهم
إ ني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد" (1).
وهاتان الكلمتان هما جماع الفلاح، وما أتي العبد إلا من تضييعهما أو
تضييع أحدهما، فما أتي أحد إلا من باب العجلة والطيش واستفزاز
البدوات له، أو من باب التهاون والتماوت وتضييع الفرصة بعد مواتا تها، فاذا
حصل الثبات أولا والعزم ثانيا فلح كل الفلاح، والله وليئ التوفيق.
الصنف التالث: رجل نهمته في نيل لذته، فهو منقاد لداعي الشهوة ين
كان، ولا ينال درجة وراثة النبوة مع ذلك، ولا ينال العلم إلا بهجر اللذات
وتطليق الراحة.
قال مسلم في "صحيحه" (2): "قال يحيى بن ابي كثير: لا ينال العلم
براحة ا لجسم ".
وقال إبراهيم ا لحربي: "أ جمع عقلاء كل أمة أن النعيم لا يدرك بالنعيم،
ومن آثر الراحة فاتته الراحة " (3).
(1) اخرجه ا حمد (4/ 23 1)، والترمذي (7 0 34)، والنسائي (03 13)، وغيرهما من
طرق يقوي بعضها بعضا عن شداد بن اوس.
وصححه ابن حبان (935، 974 1)، وا لحاكم (1/ 08 5) ولم يتعقبه الذهبي. وانظر:
"نتائج الافكارلا (3/ 77).
(2) (2 1 6). وانظر ما تقدم (ص: 0 0 3).
(3) انظر: "قاعدة في المحبة " لابن تيمية (07 2). ولعل اصله ما في " تاريخ بغداد" (6/ 0 3).
ولابن ا لجوزي كلام في 5 دذا المعنى. انظر: "الاداب الشرعية " (1/ 2 4 2).
9 9 3

الصفحة 399