كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
على تشبيههم بالانعام حتى جعلهم أضل سبيلا منهم.
والسائمة: الراعية، وشئه أمير المؤمنين هؤلاء بها؛ لان همتهم في رعي
الدنيا وحطامها.
والله تعا لى يشبه أهل ا لجهل والغي تارة بالانعام، وتارة بالحمر، وهذا
تشبيه لمن تعلم علما ولم يعقله ولم يعمل به، فهو كالحمار الذي يحمل
أسفارا، وتارة بالكلب، وهذا لمن انسلخ عن العلم و خلد إلى الشهوات
وا لهوئ.
* وقوله: "كذلك يموت العلم بموت حامليه "؛ هذا من قول النبي عصيم
في حديث عبد الله بن عمرو وعائشة وغيرهما: "إن الله لا يقبض العلم
انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء؟ فإذا لم
يبق عالم ا تخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا
وأضفوا"، رواه البخاري في "صحيحه " (1).
فذهاب العلم إنما هو بذهاب العلماء.
قال ابن مسعود يوم مات عمر رضي الله عنه: " إ ني لاحسب تسعة اعشار
العلم اليوم قد ذهب " (2).
وقد تقدم قول عمر رضي الله عنه: "موت ألف عابد أهون من موت عا لم
بصير بحلال الله وحرامه " (3).
(1) (7037،100).
(2) اخرجه الطبرا ني في "الكبير" (9/ 63 1)، وابن الاثير في " أسد الغابة دا (4/ 0 6) من
طرق بعضها صحيح.
(3) (ص: 1 34).
402