كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

و يضا؛ فان هذه الامة أكمل الامم، وخير افة اخرجت للناس، ونبيها
خاتم النبيين لا نبي بعده، فجعل الله العلماء فيها كلما هلك عالموخلفه عالم؛
لئلا تطمس معا لم الدين وتخفى اعلامه، وكان بنو إسرائيل كلما هلك فيهم
نبي خلفه نبي، فكانت تسوسهم الانبياء (1)، والعلماء لهذه الامة كالانبياء في
بني إ سرائيل (2).
وأيضا؛ ففي ا لحديث الاخر: " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله،
ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتاويل الجاهلين " (3)، وهذا
يدذ على أنه لا يزال محمولا في القرون قرنا بعد قرن.
وفي "صحيح أبي حاتم " من حديث الخولاني: قال رسول الله! ي!: "لا
يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته " (4)، وغرلس الله هم
(1) كما أخبر النبي ع! يم في ا لحديث الذي أخرجه البخاري (55 34)، ومسلم (2 184)
من حديث ابي هريرة.
(2) ورد هذا في خبر لا أصل له. انظر: "كشف الخفاء" (2/ 83).
(3) سيأ تي تخر يجه (ص: 63 4).
(4) أخرجه أحمد (4/ 0 0 2)، وابن ماجه (8)، وابن أ بي عاصم في " الاحاد والمثا ني"
(497 2)، وغيرهم من حديث أبي عنبة الخولاني.
وصححه أبو حاتم ابن حبان (326)، وقال الذهبي في " المعجم المختص
با لمحدثين " (134): " إسناده صالح ". وانظر: " الكامل " لابن عدي (1/ 62 1).وقال
العلائي في " جامع التحصيل)] (314): " ضعيف من جهة الجراح بن مليح، قال
الد رقطني: ليس بشيء. وأحاديث أبي عنبة مرسلة ".
قلت: إنما قال ذلك الدارقطني في ا لجراح بن ملبح الرؤاسي، لا هذا البهراني، وهو
شامي ليس به بأس، إلا أنه خولف في حديثه هذا، انظر: " شرح مذاهب أهل السنة " -

الصفحة 404