كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
بالمكلفين وانقطاع حجتهم عن الله (1).
فيا لله العجب! أي لطف حصل بهذا المعدوم، لا المعصوم؟! (2) واي
حجة أثبتم للخلق على ربهم باصلكم الباطل؟! فإن هذا المعدوم إذا لم يكن
لهم سبيل قط إلى لقائه والاهتداء به، فهل في تكليف ما لا يطاق أبلغ من
هذا؟! وهل في العذر والحجة أبلغ من هذا؟!
فالذي فررتم منه وقعتم في شر منه، وكنتم في ذلك كما قيل:
المستجير بعميرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار (3)
ولكن ابى الله إلا أن يفضح من تنقص بالصحابة الأخيار وبسادة هذه
الامة، وأن يري الناس عورته ويغريه بكشفها. ونعوذ بالله من ا لخذلان.
ولقد أحسن القائل:
ما ان للسرداب أن يلد الذي حملتموه (4) بزعمكم ما انا
فعلى عقولكم العفاء فإنكم ثلثتم العنقاء والغيلانا (5)
(1) انظر: " النكت الاعتقادية " للمفيد (4 4 - 5 4). وراجع: "اصول مذهب الشيعة"
للقفاري (2/ 9 78).
(2) (ح): " بهذا المعدوم المعصوم ".
(3) بيت سائر مشهور، في عامة كتب الامثال، تمثل به ابو نجدة لجيم بن سعد، في
" الاغا ني " (23/ 9 1 2)، فنسبه إليه بعضهم، وهو وهم، وورد في كثير من المصادر
دون نسبة، وقال العباسي في "معاهد التنصيص " (4/ 1 0 2): " لا اعرف قائله ".
(4) كذا في الاصول. وفي بعض المصادر: "كلمتموه ".
(5) تنسب الشيعة البيتين لابن حجر الهيتمي (ت: 973)، ولهم عليه ردود. انظر: " الكنى
و لالقاب " للقمي (1/ 262)، و" الذريعة إلى تصانيف الشيعة " (0 1/ 177، -
6 0 4