كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وبعضها خوض فيما لا يتعلق بالدين، ولم يكن شيء منه مألوفا في العصر
الاول (1)، ولكن تغير الان حكمه إذ حدثت البدع الصارفة عن مقتضى القرآن
و لسنة، فلفقت لها شبها، ورتبت لها كلاما مؤلفا (2)، فصار ذلك المحظور
بحكم الضرورة مأذونا فيه ".
وقال الرازي في كتابه "أقسام اللذات " (3): "لقد تاملت الكتب
الكلامية، والمناهج الفلسفية؛ فما رأيتها تروي غليلا ولا تشفي عليلا،
ورأبت أقرب الطرق طريقة القرآن، قرأ (4) في الاثبات:! اليه يضعد الكلو
الطيب > [فاطر: 0 1]،! الرحمن على العرش اشتوئ) [طه: 5]، و قرأ في النفي:
<لثسكمثلهء شئ) [الشورى: 1 1]، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل
معرفتي " (5).
وهذا الذي أشار إليه بحسب ما فتح له من دلالة القرآن بطريق الخبر،
وإلا فدلالته البرهانية العقلية التي يشير إليها ويرشد إليها، فتكون دليلا
سمعيا عقليا- أمر تميز به القرآن وصار العالم به من الراسخين في العلم،
وهو العلم الذي يطمئن إليه القلب، وتسكن عنده النفس، ويزكو به العقل،
وتستنير به البصيرة، وتقوى به الحجة، ولا سبيل لاحد من العالمين إلى قطع
(1) في "الإحياء" زيادة: "وكان ا لخوض فيه بالكلية من البدع ".
(2) في "الاحياء": "ونبعت جماعة فلفقوا لها شبها ورتبوا فيها كلاما مؤلفا".
(3) انظر لنسخه ا لخطية: " فخر لدين الرازي واراوه الكلامية " للزركان (78).
(4) وتصح قراء تها: " اقرا". للمتكلم.
(5) انظر: "تاريخ الإسلام " (13/ 2 4 1، 4 4 1)، و" السير" (1 2/ 1 0 5)، و" طبقات
الشافعية " للسبكي (8/ 1 9)، ولابن قاضي شهبة (2/ 82).
0 1 4