كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
* وقوله: " بهم يدقع الله عن حججه، حتى يؤدوها إلى نظرائهم
ويزرعوها في قلوب اشباههم"؛ وهذا لان الله سبحانه ضمن حفظ حججه
وبيناته، وأخبر رسوله لمجي! م أنه لا تزال طائفة من أمته على ا لحق، لا يضرهم
من خذلهم ولا من خالفهم إلى قيام الساعة (1).
فلا يزال غرس الله الذين غرسهم في دينه يغرسون العلم في قلوب من
أهلهم الله لذلك وارتضاهم؛ فيكونوا (2) ورثة لهم كما كانوا هم ورثة لمن
قبلهم، فلا تنقطع حجج الله والقائم بها (3) من الارض.
وفي الاثر (4) المشهور: "لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا
يستعملهم بطاعته " (5).
وكان من دعاء بعض من تقذم: " اللهم جعلني من غرسك الذين
تستعملهم بطاعتك ".
ولهذا ما أقام الله لهذا الدين من يحفظه ثم قبضه إليه لا وقد زرع ما
علمه من العلم والحكمة؛ إما في قلوب أمثاله، وإما في كتب ينتفع بها الناس
بعده.
وبهذا وغيره فضل العلماء العباد؛ فان العالم إذا زرع علمه عند غيره ثم
مات جرى عليه أجره، وبقي له ذكره، وهو عمر ثان وحياة أخرى، وذلك
(1) حديث متواتر، تقدم الكلام عليه (ص: 03 4).
(2) كذا في الاصول، بلا ناصب أو جازم.
(3) (ت، ق): "والقيام بها". (د): "القائم "، وفي طرتها: "لعله: القيام ".
(4) (ت): "الخبر".
(5) تقدم تخر يجه (ص: 4 0 4) 5
416