كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
أحق ما تنافس فيه المتنافسون ورغب فيه الراغبون.
* وقوله: "هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فاستلانوا ما ستوعره
المترفون وأنسوا بما استوحش هنه الجاهلون ".
الهجوم على الرجل: الدخول عليه بلا ستئذان.
ولما كانت طريق الاخرة وعرة على أكثر الخلق؛ لمخالفتها لشهواتهم
ومباينتها لإرادا تهم ومألوفا تهم - قل سالكوها، وزهدهم فيها (1) قلة علمهم
- أو عدمه - بحقيقة الأمر وعاقبة العباد (2) ومصيرهم وما هيئوا له وهيىء
لهم؛ فقل علمهم بذلك، واستلانوا مركب الشهوة وا لهوى على مركب
الاخلاص والتقوى، وتوعرت عليهم الطريق، وبعدت الشقة، وصعب
عليهم مرتقى عقابها وهبوط أوديتها وسلوك شعابها، فأحلدوا إلى الدعة
والراحة، واثروا العاجل على الاجل، وقالوا: عيشنا اليوم نقد وموعودنا (3)
نسيئة (4).
فنظروا إلى عاجل الدنيا، و غمضوا العيون عن اجلها، ووقفوا مع ظاهبر
منها، ولم يتأملوا باطنها، وذاقوا حلاوة مباد يها، وغاب عنهم مرارة عواقبها،
ودر لهم ثديها فطاب لهم الارتضاع، واشتغلوا به عن التفكر في الفطام
ومرارة الانقطاع، وقال مغترهم بادله وجاحدهم لعظمته وربوبيته - متمثلأ في
ذلك -:
(1) ساقطة من (ت).
(2) (ت): "المعاد".
(3) (ح، ت): "وموعدنا".
(4) ا نظر: " تلبيس إ بليس دا (5 4 3)، و" ا لداء وا لدوا ء دا (9 7).
7 1 4