كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

!! خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به * (1)
وأما القائمون لله بحجته، خلفاء نبيه في أمته، فانهم لكمال علمهم وقوته
نفذ بهم إلى حقيقة الامر، وهجم بهم عليه، فعاينوا ببصائرهم ما عشت
عنه (2) بصائر الجاهلين، فاطمانت قلوبهم به، وعملوا على الوصول إليه؛
لما باشرها من روج ليقين (3).
رفع لهم علم السعادة فشمروا إليه، و سمعهم منادي الايمان النداء
فاستبقوا إليه، واستيقنت أنفسهم ما وعدهم به ربهم فزهدوا فيما سواه
ورغبوا فيما لديه.
علموا أن الدنيا دار ممر لا دار مقر، ومنزل عبور لا مقعد حبور، وأنها
خيال طيف أو سحابة صيف، وأن من فيها كراكب قال تحت ظل شجرة ثم
راح عنها وتركها، وتيقنوا أنها:
أحلام نوم أو كظل زائل إن اللبيب بمثلها لا يخدع (4)
وأن واصفها صدق في وصفها إذ يقول:
أرى اشقياء الناس لا يسامونها على أنهم فيها عراة وجوع
(1) صدر بيت للمتنبي، في ديوانه (0 33)، وعجزه:
* في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل!
(2) العشى: سوء البصر. وخصه بعضهم بالليل. " اللسان " (عشا).
(3) (ت): "عين اليقين ".
(4) البيت لعمران بن حطان، في "روضة العقلاء" (1 0 3)، و"تاريخ دمشق"
(3 4/ 98 4)، و"ا لخزانة " (5/ 1 36)، وغيرها.
8 1 4

الصفحة 418