كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

قيل: إما ن يكون الضمير في قوله: <افبطا) راجعا إلى آدم وزوجه،
أو يكون راجعا إلى ادم وإ بليس، ولم يذكر الزوجة لانها تبع لهه
وعلى الثا ني؛ فالعداوة المذكورة للمخاطبين بالاهباط، وهما آدم
وإ بليس.
وعلى الأول؛ تكون الاية قد اشتملت على أمرين:
أحدهما: أمره لادم وزوجه بالهبوط.
والثاني: جعله العداوة بين آدم وزوجه وابليس. ولا بد أن يكون إبليس
داخلا في حكم هذه العداوة قطعا، كما قال تعالى له (1): <إن هذا عدو لك
ولزوجك > [طه: 117]، وقال لذريته: < إن الشتطن لكؤ عدو فاتخذوه عدوا >
[فاطر: 6].
وتأمل كيف اتفقت المواضع التي فيها العداوة على ضمير الجمع دون
التثنية، وأما ذكر الاهباط فتارة يأتي بلفظ ضمير الجمع، وتارة بلفظ التثنية،
وتارة يأتي بلفظ الإفراد لابليس وحده، كقوله تعالى في سورة الاعراف:
<قال ما منعلث لا! تتحدإذ عصتك قال أنا خير فه خلقتني من نالم وخلقته فى من طيهز! قال
ف! هب! متها فما يكون لك ان تضكبر فيها >، فهذا الاهباط لابليس وحده، والضمير
في قوله: <متها> قيل: إنه عائد إلى ا لجنة. وقيل: عائد إلى السماء.
وحيث أتى (2) بصيغة ا لجمع، كان لادم وزوجه وابليس؛ إذ مدار القصة
محليهم.
(1) ا ي: لا د م. وسقطت " له " من (ق).
(2) اي: الضمير في ذكر الاهباط.
42

الصفحة 42