كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

كالشرب منه (1).
ومن هذا ما يروى في حديث حارثة وقول النبي! ك! يم: "كيف اصبحت يا
حارثة؟ " قال: أصبحت مؤمنا حقا، قال: "إن لكل قول حقيقة، فما حقيقة
ايمانك؟ " قال: عزفت نفسي عن الدنيا وشهواتها، فأسهرت ليلي واظمات
نهاري، وكا ني أنظر إلى عرش ربي بارزا، وكا ني أنظر إلى أهل ا لجنة
يتزاورون فيها، وا لى أهل النار يتعاوون فيها، فقال: "عبد نور الله قلبه) " (2).
فهذا هو هجوم العلم بصاحبه على حقيقة الأمر، ومن وصل إلى هذا
ستلان ما يستوعره المترفون، وأنس بما يستوحش منه الجاهلون، ومن لم
يثبت قدم إيمانه على هذه الدرجة فهو إيمان ضعيف.
وعلامة هذا: آنشراح الصدر لمنازل الايمان، وانفساحه، وطمالينة
القلب لامر الله، والانابة إلى ذكر الله، ومحبته، والفرح بلقائه، والتجا في عن
(1) انظر: " مجموع الفتاوى " (0 1/ 5 4 6)، و" مدارج السالكين " (2/ 03 4)، و"أيمان
القرآ ن " (4 8 2).
(2) اخرجه عبد بن حميد في "المسند" (45 4 - منتخبه)، والطبراني في " الكبير"
(3/ 266)، وغيرهما من حديث الحارث بن مالك الانصاري باسناد ضعيف.
وروي من وجوه اخرى معصلا ومرسلا وموصولا.
قال العقيلي: " ليس لهذا الحديث إسناد يئبت "، وقال ابن صاعد: "هذا لحديث لا
يثبت موصولا) "، وقال ابن تيمية: "روي مسندا من وجه ضعيف لا يثبت "، وقال ابن
رجب: "والمرسل اصح ".
انطر: " الضعفاء " (4/ 5 5 4)، و" ا لاصابة " (1/ 97 5)، و" ا لاستقامة " (1/ 4 9 1)،
و" مجموع لفتاوى " (7/ 669)، و"جامع العلوم والحكم " (79)، و"التخويف من
النار" (33).
420

الصفحة 420