كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وفي الترمذي أيضا نحوه من حديث أبي هريرة (1).
والمقصود أن الذي يهجم بالقلب على حقيقة الايمان، ويلين له ما
يستوعره غيره، ويؤنسه بما يستوحش منه سواه: العلم التام، وا لحب
الخالص. والحب تبع للعلام، يقوى بقوته، ويضعف بضعفه، و لمحب لا
يستوعر طريقا توصله إلى محبوبه، ولا يستوحش فيها.
* وقوله: "صحبوا الدنيا بابدادخ أرواحها معلقة با لملا الأعلى) "، و في
رواية: "با لمحل الأعلى "؛ الروح في هذا ا لجسد بدار غربة، ولها وطن غيره
فلا تستقر إلا في وطنها، وهي جوهر علوي مخلوق من مادة علوية، وقد
ضطرت إلى مساكنة هذا البدن الكثيف، فهي دائما تطلب وطنها في المحل
الاعلى، وتحن إلروجنمن الطير! لى أوكارها.
وكل روح ففيها ذلك، ولكن لفرط أشتغا لها بالبدن وبا لمحسوسات
المألوفة أحلدب إلى الارض، ونسيت محلها (2) ووطنها الذي لا راحة لها
في غيره؛ فانه لا راحة للمؤمن دون لقاء ربه، والدنيا سجنه حقا، فلهذا تجد
المؤمن بدنه في الدنيا وروحه في المحل الاعلى.
وفي الحديث المرفوع: "إذا نام العبد وهو ساجد باهى الله به الملائكة،
فيقول: انظروا الى عبدي، بدنه في الأرض وروحه عندي " رواه تمام (3)
(1) (2526)، وقال: "هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي وليس هو ععدي بمتصل ".
(2) (ت، ق، ن، ح): "معلمها". تحريف. و لمثبت من (د)، وهو الصواب. انظر ما سيأتي
(ص:). ويحتمل ان تكون: معهدها. انظر: " مدارج السالكين " (1/ 98 4).
(3) في " الفوائد" (343 - الروض)، والبيهقي في "الخلافيات) " (2/ 43 1) من حديث
أنس بإسناد ضعيف جدا.
422