كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وحيث أتى بلفظ التثنية، فاما ن يكون لادم وزوجه - إذ هما اللذان
باشرا الأكل من الشجرة و قدما على المعصية -، وا ما ن يكون لادم وابليس
- إذ هما أبوا الثقلين -، فذكر حا لهما وما ال إليه أمر هما؛ ليكون عطة وعبرة
لأولادهما. والقولان محكيان في ذلك.
وحيث اتى بلفظ الافراد، فهو لابليس وحده.
وايضا؛ فالذي يوضح أن الضمير في قوله: <اقبطا مئها جميعا > لادم
وإبليس: أن الله سبحانه لما ذكر المعصية أفرد بها ادم دون زوجه، فقال:
<وعصئ ءادم ربه- فغوى! ثم اجمبه رئه- فاب علئه وهدي! قال اقبطا
ته! ا جميغا >، وهذا يدل على أن المخاطب بالاهباط هو ادم ومن زين له
المعصية، ودخلت الزوجة تبعا.
وهذا لان المقصود إخبار الله تعا لى لعباده المكلفين من ا لجن والانس
بما جرى على أبويهما من شؤم المعصية ومخالفة الامر؛ لئلا يقتدوا بهما في
ذلك؛ فذكر أبوي الثقلين أبلغ في حصول هذا المعنى من ذكر أبوي الانس
فقط.
وقد أخبر الله سبحانه عن الزوجة أنها أكلت مع ادم، و خبر أنه اهبطه
و خرجه (1) من الجنة بتلك الاكلة، فعلم ن هذا اقتضاء حكم الزوجة، و نها
صارت إلى ما صار إليه ادم، فكان تجريد العناية إلى ذكر حال الابوين
اللذين هما أصل الذرية أولى من تجريدها إلى ذكر أبي الانس و مهم، والله
أعلم.
(1) (ح): " ا هبطها وا خرجها ".
43

الصفحة 43