كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فان قيل: هذا لا مدح فيه؛ لأن هذا الاستخلاف عام في الأمة، وخلافة
الله التي ذكرها مير المؤمنين خاصة بخواص الخلق.
فا لجواب: أن الاختصاص المذكور أفاد اختصاص الاضافة، فالاضافة
هنا للتشريف والتخصيص، كما يضاف إليه (1) عباده، كقوله تعالى: < إ ن
عبادي لئس لك علئهم سلطان > [لحجر: 42]، < وعباد الرحمن الذلى يمشون
ط لأرض هونا > [ا لفر تا ن: 3 6]، و نظا ئر ها.
ومعلوم أن كل الخلق عباد له، فخلفاء الارض كالعباد في قوله: <وادله
بص! باتعباد) [آل عمران: 0 2]، <وما المحه يرلد ظلما للغاد) [غافر: 31]، وحلفاء
الله كعباد الله في قوله: < إن عبادي لئس لك علئهم ستطان > ونظائره.
وحقيقة اللفظة: أن الخليفة هو الذي يخلف الذاهب، أي: يجيء بعده؛
يقال: خلف فلان فلانا.
و صلها: "خليف" بغير هاء؛ لانها فعيل بمعنى فاعل، كالعليم والقدير،
فدخلت التاء للمبالغة في الوصف، كراوية وعلامة؛ ولهذا جمع جمع فعيل،
فقيل: حلفاء، كشرفاء وظرفاء وكرماء (2). ومن راعى لفظه بعد دخول التاء
عليه جمعه على فعائل، فقال: خلائف، كعقيلة وعقائل، وطريفة
وطرائف (3). وكلاهما ورد به القرآن.
(1) (ت): "يضاف لله".
(2) (ت، ق، د): "كشريف وشرفاء وكرماء".
(3) (ت): "وطريقة وطرائق ". (ح، ن): "وظريفة وظرائف ".
1 3 4

الصفحة 431