كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

صحة إيمان المقلد.
وكل هذا هوس! وخبط، فلا فرض إلا ما فرضه (1) الله ورسوله.
فيا سبحان الله! هل فرض الله على كل مسلم أن يكون طبيبا حجاما
حاسبا مهندسا، أو حائكا أو قلاحا (2) أو نجارا أو خياطا؟! فان فرض الكفاية
كفرض العين في تعلقه بعموم المكلفين، وانما يخالفه في سقوطه بفعل
البعض (3).
تم على قول هذا القائل يكون الله قد فرض على كل أحد جملة هذه
الصنائع والعلوم؛ فانه ليس واحا منها فرضا على معين والاخر على معين
اخر، بل عموم فرضتتها مشتركة بين العموم، فيجب على كل أحد أن يكون
حاسبا حائكا (4) خياطا نجارا فلاحا طبيبا مهندسا!
فإن قال: "المجموع فرض على المجموع " لم يكن قولك: " إن كل
واحد منها فرض كفاية " صحيحا؛ لان فرض الكفاية يجب على العموم.
و ما المنطق، فلو كان علما صحيحا كان غايته أن يكون كالمساحة
وا لهندسة ونحوها، فكيف وباطله أضعاف حقه، وفساده وتناقض أصوله
واختلاف مبانيه توجب مراعاتها للذهن أن يزيغ في فكره؟!
(1) (ت): " ا فتر ضه ". (ح): " فر ض ".
(2) (ت): " فلا حا ا و حد ا د ا ".
(3) على احد القولين في تعلق فرض الكفاية بعموم المكلفين او ببعضهم، وهو خلاف!
مشهور، وما اختاره المصنف هو راي ا لجمهور. انظر: " زاد المعاد" (1/ 398)، و"الصلاة
وحكم تاركها" (5 4)، و" ا لمحصول " (2/ 86 1)، و"البحر ا لمحيط " (1/ 3 4 2).
(4) في الأصول: "او حائكا". ولا يستقيم المعنى بإثبات " او" هنا.
5 4 4

الصفحة 445