كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
ولا يؤمن بهذا إلا من قد عرفه وعرف فساده وتناقضه ومناقضة كثير منه
للعقل الصريح.
واخبر بعض من كان قد قرأه وعني به (1) أنه لم يزل متعجبا من فساد
أصوله وقواعده، ومباينتها لصريح المعقول، وتضمنها لدعاو محضة غير
مدلول عليها، وتفريقه بين متساويين، وجمعه بين مختلفين؛ فيحكم على
الشيء بحكم وعلى نظيره بضد ذلك الحكم، أو يحكم على الشيء بحكم ثم
يحكم على مضاده أو مناقضه به!
قال: إلى ان سألت بعض رؤسائه وشيوخ أهله عن شيء من ذلك، فافكر
فيه (2)، ثم قال: "هذا علم قد صقلته الاذهان، ومرت عليه من عهد القرون
الاوائل - أو كما قال -، فينبغي أن نتسلمه من اهله "، وكان هذا افضل من
رايت في المنطق.
قال: إلى أن وقفت على رد متكلمي الإسلام عليه وتبيين فساده
وتناقضه، فوقفت على مصنف لابي سعيد السيرافي النحوي (3) في ذلك (4)،
(1) احسب ا لمصنف يريد نفسه. انظر: " إغاثة اللهفان " (2/ 0 26)، و" الصواعق
المرسلة " (5 99).
(2) كذا في الأصول. فكر في الشيء وافكر فيه وتفكر، بمعنى. " اللسان ".
(3) ا لحسن بن عبد الله، إمام في العربية، صاحب تصانيف، وفيه دين وورع (ت: 368).
انظر: " إنباه الرو ة) " (1/ 348)، و" السير" (6 1/ 47 2).
(4) لعله يقصد المناظرة التي جرت بينه وبين ابي بشر متى بن يونس صاحب كتب
المنطق، وقد دونها أبو حيان التوحيدي في " الامتاع والمؤانسة " (1/ 8 0 1 - 28 1).
وانظر: " الرد على المنطقيين" (178).
6 4 4