كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
ولهذا جعل اتباع رسوله دليلا على محيته، قال تعالى: < قل إنكنتر
تحبون الله فاتبعوفي يحبتكم الله ويغفرلكل ذنولبم والله غقور رحيم > [آل عمران! 1 3].
فالمحب الصادق يرى خيانة منه لمحبوبه أن يتحرك بحركة ختيارية
في غير مرضاته، وإذا فعل فعلا مما أبيح له بموجب طبيعته وشهوته تاب منه
كما يتوب من الذنب، ولا يزال هذا الامر يقوى عنده حتى تنقلب مباحاته (1)
كلها طاعات، فيحتسب نومته (2) وفطره وراحته كما يحتسب قومته وصومه
واجتهاده، وهو دائما بين سراء يشكر الله عليها وضراء يصبر عليها؛ فهو سائر
إ لى الله دائما في نومه ويقظته.
قال بعض العلماء: "الاكياس عادا تهم عبادات، وا لحمقى عبادا تهم
عادات " (3).
وقال بعض السلف: "حبذا نوم الاكياس وفطرهم، يغبنون (4) به سهر
الحمقى وصومهم " (5).
فالمحب الصادق إن نطق نطق لله وبالله، وإن سكت سكت لله، وإن
(1) (ح): "مباحاته عنده ".
(2) (ق، د، ت): "نومه ".
(3) انظر: "طريق الهجرتين " (466، 467).
(4) كذا في الاصول، وهو مستقيم. وفي طرة (د): "لعله: يسبقون ". وتحرفت في بعض
المصادر إ لى: يعيبون.
(5) اخرجه احمد في "الزهد" (137)، - ومن طريقه ابو نعيم في " ا لحلية " (1/ 2 1 2) -،
وابن ابي الدنيا في " اليقين دا (8)، - ومن طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق"
(47/ 175) - عن ابي الدرداء بإسناد منقطع.
453