كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

تحرك فبامر الله، وإن سكن فسكونه ستعانة على مرضاة الله؛ فهو لله وبالله
ومع الله.
ومعلوم أن صاحب هذا المقام أحوج خلق الله إلى العلم؛ فانه لا تتميز
له ا لحركة المحبوبة لله من غيرها ولا السكون المحبوب له من غيره إلا
بالعلم، فليست حاجته إلى العلم كحاجة من طلب العلم لذاته ولانه في
نفسه صفة كمال، بل حاجته إليه كحاجته إلى ما به قوام نفسه وذاته.
ولهذا اشتدت وصاة شيوخ العارفين لمريديهم بالعلم وطلبه (1)، و نه
من لم يطلب العلم لم يفلح، حتى كانوا يعدون من لا علم له من السفلة (2).
قال ذو النون (3)، وقد سئل: من السفلة؟، فقال: "من لا يعرف الطريق
إ لى الله تعالى ولا يتعرفه " (4).
وقال أبو يزيد (5): "لو نظرتم إلى الرجل وقد أعطي من الكرامات حتى
(6).
يتربع في الهواء، فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند لامر
و لنهي وحفظ ا لحدود ومعرفة الشريعة) " (7).
(1) عقد القشيري في "الرسالة " بابا في ذكر مشايخ لطريقة وما يدل من سيرهم و قوالهم
على تعظيم الشريعة. وهو مصدر المصنف في الاقوال التالية.
(2) السفلة والسفلة: أراذل الناس. "اللسان " (سفل).
(3) ثوبان بن إبراهيم المصري، زاهد، واعظ (ت: 5 4 2). " لسير" (1 1/ 532).
(4) "الرسالة القشيرية " (46). وأخرجه أبو نعيم في " الحلية " (9/ 372).
(5) طيفور بن عيسى البسطامي، زاهد يروى عنه كلام نافع وكلمات مشكلة (ت: 1 26).
" السير" (13/ 86).
(6) (ن): "يترفع ". و في بعض ا لمصادر: "يرتفع "، "يرفع "، " يرتقى ".
(7) "الرسالة القشيرية " (64). و خرجه ابو نعيم في "الحلية " (0 1/ 0 4)، والبيهقي في-
4 5 4

الصفحة 454