كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

المطيعين يجدون في أنفسهم من الفرح والسرور والنشاط وقوة العزيمة ما
يكون موجبا لهم المزيد من القيام بحق العبودية، والمزيد من كرامة سيدهم
ومالكهم. وهذا أمر يشهد به الحس والعيان.
وأما توكيلهم بها، فهو يتضمن توفيقهم للايمان بها والقيام بحقوقها
ومراعاتها والذب عنها والنصيحة لها، كما يوكل الرجل غيره بالشيء ليقوم
به ويتعهده ويحافظ عليه. و<بها> الاولى متعلقة ب <َطنا)، و<بها)
الثانية متعلقة ب! ببهفريى >، والباء في! ببهفريى) لتأكيد النفي.
فان قلت: فهل يصح أن يقال لأحد هؤلاء الموكلين: إنه "وكيل الله"
بهذا المعنى، كما يقال: "و لي الله "؟
قلت: لا يلزم من إطلاق فعل التوكيل (1) المقيد بأمير ما أن يصاغ منه
اسم فاعل مطلق، كما أنه لا يلزم من إطلاق فعل الاستخلاف المقيد ا ن
يقال: "خليفة"، كقوله: <ولمجتتخلفخ فى الأرنن > [الاعراف: 129]،
وقوله: < وعد الله الذين ءامنو منكؤوصعملوا لفحلخت ليستطفنهم فى الأرض
نيشا اشتخلف الذدى من قبلهم > [العور: ه ه]، فلا يوجب هذا
الاستخلاف (2) أن يقال لكل منهم: إنه " خليفة الله "؛ لانه استخلاف مقيد.
ولما قيل للصديق: يا خليفة الله، قال: "لست بخليمة دئه، ولكني حليفة
رسول الله، وحسبي ذلك " (3).
(1) (ح، ن): " ا لتوكل ".
(2) (ت): "الاستخلاف المقيد".
(3) تقدم تخر يجه (ص: 9 2 4).
460

الصفحة 460